كما تدين تدان


كان هناك رجل عجوز يعيش في نفس المنزل مع ابنه لان زوجته توفيت وكان لهذا الرجل العجور حفيد يحبه كثيرا وكان دائما ما يخبره الرجل العجوز بضرورة بر الوالدين وان عليه طاعة ابويه لان ذلك هو الخلق الحسن وهو من الفضائل التي امرنا بها الله تعالى و نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم  ، و كانت زوجة الابن ترعاه بكل حب واهتمام ولكن بعد فترة من الزمن اصبحت تشعر بالتعب و الارهاق ، فضلا عن ان والد زوجها مصاب بمرض ( الزهايمر ) و بالتالي فهو كثير النسيان الامر الذي اصابها بالاحراج كثيرا امام اهلها و اصدقائها ، فطلبت الزوجة من الزوج ان يأخذ والده الى دار المسنين و اقنعته بذلك حيث قالت له : في دار المسنين سوف يلقى الرعاية التي يحتاج اليها بالاضافة الى انه سوف يكوّن العديد من الصداقات مع اناس آخرين في مثل سنه ، و لكن على الرغم من ذلك لم يوافق الابن على ذلك.بعد مرور فترة قصيرة تكررت شكوى الزوجة من المواقف التي تحدث و من تعبها بسبب والد زوجها الامر الذي جعل الابن يوافق على ان يذهب بوالده الى دار المسنين من اجل ارضاء زوجته ، وعلى الرغم من ان قلب الابن كان يعتصر من الالم و الحزن بسبب ذلك الا انه كان يرى بان ذلك هو السبيل الوحيد لانهاء الخلاق الحادث بينه و بين زوجته ، و اثناء قيام الابن بجمع حاجيات والده تمهيدا للذهاب به الى دار المسنين رأى شيئا عجيبا ، فقد شاهد ابنه الصغير يحاول قطع جزء من الفراش الخاص بجده الذي سوف يتجه الى دار المسنين بعد قليل.

وهنا سأل الابن ابنه الصغير ما الذي تفعله يا بني ؟ ، فقال الابن الصغير لابيه اريد ان آخذ قطعة من هذا الفراش يا ابي ، فقال : لماذا يا بني تريد هذه القطعة وما الذي سوف تفعله بها ؟ ، فاجاب الابن الصغير قائلا : اريد ان اجهّز هذه القطعة لانني عندما اكبر سوف اذهب بك الى دار المسنين مثلما سوف تفعل مع جدي ، كانت هذه الاجابة صاعقة للابن و قرر ان يتخلى عن فكرة الذهاب بوالده العجوز الى دار المسنين و انه سوف يرعاه دائما مهما حدث

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مؤثرات الحياة

الص والحكيم